المحاضرة الثامنة: “تابع الحكمة من الفتن 👈🏻 السبب الثالث: رفع الدرجات وبلوغ المنزلة الرفيعة لعباد الله الصابرين المحتسبين”
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
👌 فمِن الحكمة من الفتن: رفع الدرجات وبلوغ المنزلة الرفيعة لعباد الله الصابرين المحتسبين.
👈 ورفع الدرجات ليس لمن قال: لماذا يارب فعلت بي هذا، ولا لِمَن اتهم ربه بالظلم وعدم الحكمة -حاشاه!-.
☑️ ولكن الغانم الفائز هو الذي يخرج من الفتنة صابرًا محتسبًا عند الله -عز وجل- كل ما أصابه من المحن والفتن—قد صبر عليها وثبت إيمانه ولم تزلّ قدمه.
👍 فهؤلاء هم الذين اصطفاهم الله -نسأل الله أن يجعلنا منهم-. وهؤلاء هم الذين يعلمون قوله ﷺ: “ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن شَوْكَةٍ فَما فَوْقَها إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بها دَرَجَةً، أوْ حَطَّ عنْه بها خَطِيئَةً”.
👌 فالصبر والاحتساب يكون على كل شيء؛
على الشَوكة التي قد تُصيبُ العبدَ فتُؤلِمُه إلى ما هو أعلى منها—من آلام وأحزان على أحوال المسلمين واضطهادهم في مشارق الأرض ومغاربها، وآلام من الأمراض، وآلام من أذى الزوج أو الأب أو الأم، ومن ضيق الرزق، وخيانة الأصحاب، وسوء خلق الجار، وعدم الزواج… وغيرها من الابتلاءات.
✍ فعليكم بالصبر والاحتساب؛ وَلْتَعلموا جميعًا أن الله يرفع عباده بكل ذلك درجات ويحُطُّ عنهم من خَطاياهُم،
👈 فالدنيا لا تَزِن عند الله جناح بعوضة وليس لها قيمة عنده، وعلينا أن نفهم هذا جيدًا.
⏪ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “وإذا عظمت المحنة كان ذلك للمؤمن الصالح سببًا لِعُلُوِّ الدرجة وعظيم الأجر”.
👌 فإذا اشتد الابتلاء وكان العبد صالحًا فإن الله يرفعه بذلك درجات؛ قد يكون له منزلة في الجنة لن يبلغها بعمله فيُبتلَى حتى يُرفَع إلى تلك المنزلة، وحتى لو لم يكن لرفع الدرجات فهو تكفير للذنوب في الدنيا.
👈 فأيًّا كان الابتلاء في الدنيا -وما دام العبد راضيًا محتسبًا- فهو خير وأفضل من العذاب في القبر، وفي شدائد يوم القيامة، وفي المرور على الصراط، وغيرها من الأهوال.
🌹 مهما كان الابتلاء في الدنيا فربنا كريمٌ منّان رحمنٌ رحيم غفورٌ ودود عفوٌ… سبحانه!