احرص على بر الوالدين, وإياك أن تغضبهما.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستأذنهُ في الجهاد، فقال: (أحَيٌّ والِداكَ). قال: نعم، قال : (فَفِيهِما فَجاهِدْ) البخاري ٣٠٠٤ , مسلم ٢٥٤٩
انظر كيف فضَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله, ومن المعلوم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, أي أعلى ما في الإسلام وأرفعه, فتأمل هذا جيدًا ولا تغفل عنه.
واعلم أن الأم أحق بذلك ثم الأب, فعن أبي هريرة رضي الله عنه: (جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.) البخاري ٥٩٧١ , مسلم ٢٥٤٨
وقد نقل المحاسبي الإجماع على هذا, وقال العلماء: سبب تقديم الأم كثرة تعبها عليه وشفقتها وخدمتها, ومعاناة المشاق في حمله ثم وضعه ثم إرضاعه ثم تربيته وخدمته وتمريضه وغير ذلك.